ماذافعلوا هؤلاء حتا يبكون

إعلموا إخــــواني وأخـــــواتي :

أن الدنيا حلوة خضرة وفتنة مغرية ..

انها جميلة ..فاتنة .. تفتن بأهلها ومن فيها ..

ولكنها هينة على الله فهي على اسمها دنيا

من الدنو والدنية .. والخسة .. والحقارة ..

ومع هوانها وحقارتها فلقد غرت كثيرا من الناس وفتنتهم

نعم فتنتهم وصدتهم عن خالقهم فانشغلوا بها..

انشغلوا بها كثيرا وضيعوا امر الله كثيرا

فوقعوا في والمعاصي وتجرعوا الويلات وذاقوا المآسي ..

صارت الدنيا اكبر همهم وغاية مناهم ..

حتى اتتهم سكرات الموت وهم على ذلك فماتوا شر ميتة

وختمت لهم الخاتمة السية والعياذ بالله ..

ولكن في الوقت نفسه لم تستطع الدنيا ان تغر كثيرا من الرجال الابطال

لانهم علموا انها حقيرة وهينة وان متاعها لامحالة الى الزوال

فثبتوا امام مغرياتها وفتنها وشهواتها ثبوت الجبال

فهم اهل الصلوات والصدقات .. وهم اهل فعل الخيرات

نهارهم صيام .. وليلهم قيام يناجون العزيز العلام ..

لايعرفون اللهو ولا الطرب والمجون

بل نهارهم وليلهم لله تعالى يتعبدون ..

علموا ان الدنيا ليست مقرا لهم فطلقوها لانهم يريدون ماعند الله من النعيم

فآثروا طاعة الله على لذة مؤقتة يعقبها الالم والجحيم

حتى اتاهم الموت وعم على ذلك الفعل العظيم..

فسكنت انفاسهم .. وارتاحت اجسامهم وفاضت الارواح الى خالقهم

فكانت الخاتمة حسنة .. والجزاء عند الله الجنة ..

ان لله عبـــــادا فطنــــا .... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا .... انهــا ليست لحــي وطنــا

جعلوها لجـــة واتخذوا .... صالح الاعمال فيها سفنا

فهلا شمرنا للجنان . وهلا اشتاقت الانفس الى فعل اؤلئك الفرسان

هلا تركنا المنكرات والملهيات لنكون من اهل الايمان ..

تعالوا بنا نسمع ونقرا بعض اخبارهم واحوالهم في آخر اللحظات

وهم يودعون الدنيا تاركين خالفهم الذكر الحسن وعمل الصالحات

منتقلين من دار كلها نكد ونغص وآلام الى دار كلها نعيم وسرور وسلام..

لقد بكى كثير من اؤلئك وهم يودعون الدنيا ويفارقون الحياة

فلماذا يبكون ؟ وعلى ماذا يبكون ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فهذا أبو الدرداء قال وهو يحتضر في برقية سريعة خاطفة مزلزلة :

الا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ الا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟

الا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ثم بكـى ..

فقالت له امراته : أتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فقال : وما لي لا ابكي ولا ادري علام أهجم من ذنوبي ؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وسئل عطاء االسلمي في مرضه الذي مات فيه :

كيف ترى حالك ؟

فقال : الموت في عنقي .. والقبر بين يدي .. والقيامة موقفي ..

وجسر جهنم طريقي .. ولا ادري مايفعل بي .

ثم بكـى بكاء شديدا حتى اغشي عليه فلما افاق قال :

اللهم ارحمني ..وارحم وحشتي في القبر ..ومصرعي عند الموت

وارحم مقامي بين يديك .. ي ا ارحم الراحمين ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبكـى محمد بن المنكدر عند الوفاة فقيل له : مايبكيك ؟

فقال : والله ما ابكي لذنب اعلم اني اتيته ، ولكن اخاف

اني اتيت شيئا حسبته هينا وهو عند الله عظيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا سفيان الثوري بـكـى ليلة حتى الصباح فقيل له :

اكل هذا من الذنوب ؟ فأمسك تبنة من الارض وقال :

الذنوب اهون من هذي .. وانما ابكي خوفا من سوء الخاتمة ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا ابو هريرة رضي الله عنه بـكـى في مرضه فقيل له : مايبكيك ؟

فقال : اما اني لا ابكي على دنياكم هذه ..

ولكن ابكي على بعد سفري وقلة زادي واني اصبحت في صعود مهبط

على جنة او نار ... ولا ادري أيهما يؤخذ بي ؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولما حضرت الفاروق الوفاة قال لولده عبدالله :ضع خدي على الارض ..

فلم يعبأ به .. فأعادها عليه ثم قال له في الثانية : ضع خدي على الارض لا أم لك

لعل الله ان ينظر الي على هذه الحال فيرحمني .. وبـكـى رضي الله عنه

حتى لصق الطين بعينيه وقال : ياويل عمر وويل امه - ان لم يتجاوز الله عنه ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله اكبر .. اعرفتم اخواني الان لماذا كانوا يبكون ؟

هكذا اخواني ماتوا .. وهكذا فارقوا الحياة ..ولذلك بكوا ..

يبكون وايمانهم كان كالجبال ..

يبكون وهم من اهل الصيام والقيام ..

يبكون وقد قدموا كل مايرضي الرحمن ..

يبكون وقد حسنت خاتمتهم ..!

فما اجمل موتتهم .. وما احسن وأطيب حالهم ..

فهنيئا لهم بما سيجدونه من الفوز والنعيم ..

ونحن ..لماذا نبكي ؟ وعلى ماذا سنبكي حينها ؟!!

سنموت اخواني ولكن كيف سنموت ؟ هل تفكرنا في ذلك ؟

كيف سنفارق دنيانا ؟ هل تاملنا في حالنا ؟

هل سنموت ونفارق دنيانا وربنا راضي عنا غير غضبان !

ام اننا سنموت ونفارق الدنيا واعمالنا لاتبشر برضى الرحمن ؟!

هل سنقابل الله بكثير من الصالحات ام بكثير من السيئات ؟!

هل سنقابله بصلاة تامة .. وصيام وقيام وذكر.. وقراءة للقران

ام سنقابل الله بسهر على الحرام ونوم عن الصلاة وغناء والحان ؟!!

تاملوا اخواني في اعمالكم قبل هجوم هاذم اللذات ..

وحاسبوا انفسكم قبل قبل يوم الحساب ..

فان العمر قليل .. والانفاس محدودة ..والحساب والله عسير ..

(( فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ))

نسال الله ان يتوفانا وهو راض عنا غير غضبان ..

وان يحسن خاتمتنا .. ويوفقنا لصالح الاقوال والاعمال ..

ويكتب لنا ولكم الخير والتوفيق والسداد ويدخلنا دار الابرار ..

****************************

قل متاع الدنيا قليل - موضوع رائع يا حمزة - تسلم ايديك وبالتوفيق

اللهم متنا في الدنيا والاخره والحقنا بالصالحين امين
اشكر مرورك ومشاركتك الاخ محسن Very Happy

» أقتل هؤلاء الخمسة تعيش في سعادة دائمة
» هؤلاء دعوتهم مجابة واوقات وأماكن يستجاب فيها للدعاء